السؤال
السؤال
السلام عليكم، هل يجوز للرجل أن يلبس قميصًا يحتوي على نسبة من الحرير؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. حُكم لُبس الرَّجل للحرير هو التحريم، وذلك لما ورد في الحديث النبوي الشريف:
"أُحلَّ الذهبُ والحريرُ لإناثِ أُمتي، وحُرِّم على ذُكورِها"
(رواه النسائي)
قال العلّامة ابن رُسلان الشافعي في متن الزبد:
وخالص القز أو الحرير # أو غالبا إلا على الصغير
قال العلامة الرُّملِيُّ الشافعي:
"يحرم على الرجال أو الخنثى استعمال (وخالص القز أو الحرير) من عطف العام على الخاص فأو بمعنى الواو إذا كان خالصا (أو غالبا) أي مما غالبه من القز والخير لخبر لا تلبسوا الحرير والديباج بخلاف ما إذا كان غيره أكثر أو استويا وزنا فلا يحرم لأنه لا يسمى ثوب حرير والأصل الحل ويجوز لبسه لضرورة كفجأة حرب إذا لم يجد غيره ولحاجة كحكة وقمل (إلا على الصغير) أي ويحل للولي إلباس الصبي ولو مميزا الحرير".
من جهة أخرى، وردت بعض الاستثناءات التي تجيز للرجل ارتداء الحرير في حالات معينة. من أبرز هذه الحالات، أن يُصاب الرجل بمرض جلدي يستدعي استخدام الحرير، مثلما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:
" رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ لِحِكَّةٍ بِهِمَا "
(رواه البخاري ومسلم)
كما ذكر الإمام الطبري عند شرحه للحديث: " فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّ النَّهْي عَنْ لُبْس الْحَرِير لَا يَدْخُل فِيهِ مَنْ كَانَتْ بِهِ عِلَّة يُخَفِّفهَا لُبْس الْحَرِير."
بالنسبة إلى السؤال، إذا كان القميص يحتوي على ٥٠٪ من الحرير، أي أنه متساوي النسبة مع المواد الأخرى، أو كانت نسبة الحرير أقل من ٥٠٪، فإن لبسه جائز للرجال. أما إذا تجاوزت نسبة الحرير ٥٠٪ مقارنةً بالمواد الأخرى، فإن ارتداء هذا النوع من الملابس يكون محرماً على الرجال. لذا، من المهم أن يكون المستخدمون، وخاصة الرجال، حريصين عند شراء ملابسهم، ويتأكدوا من أن نسبة الحرير لا تتجاوز ٥٠٪ لضمان توافقها مع الضوابط الشرعية.